همنجواي ..
في سنة 1944 ذهبت أمريكا بحدها وحديدها مع الحلفاء قاصدة شواطئ فرنسا لتنفيذ إنزال "نورماندي" التاريخي
حملت أمريكا قاذفاتها ومقاتلاتها الجوية على حاملات طائراتها , وسفنها وغواصاتها وجنودها .. ومعهم مخرجيها وكتابها وأدبائها لتزويد الاعلام الامريكي بما تريد قوله
من بين أولئك الذاهبين مع المقاتلين الامريكيين كان الأديب والصحفي الكبير "ارنست هيمنجواي" .. ترك الصحفي الأديب خلفه معسكرات الاعتقال التي أسستها بلاده وحشرت فيها كل من له أصول يابانية في صحراء يوتاه داخل سجن كبير بطريقة عنصرية فبيحة تحت مبرر واه اسمه "احتياطات امنية"
مجبرين على العمل بدون أجر حتى الموت في حياة بائسة داخل معتقل دون ذنب .. حياة لا تقل أبدا عما عاشه اليهود في معسكرات النازيين وماعاشه سكان البلطيق وأوكرانيا في معسكرات "الجولاج" السوفيتية ! .. والتي دأب الاعلام الامريكي وقتها على النواح والصراخ على مرتكبيها
لكن الأديب مع رفاقه المخرجين والصحفيين لم يتبرع للامريكيين ذوي الأصول اليابانية بأي كلمة تذكر في تقاريره وكتبه ورواياته , فيما قدم صورة جميلة لكفاح الجنود الامريكيين في الحرب من أجل "الانسانية" كلها !
دخل "هيمنغواي" فرنسا مع الداخلين , وخرج منها مع الخارجين من الضفة الأخرى متجها نحو ألمانيا .. كان هيمنجواي شاهدا على سحق سلاح الجو الامريكي لمدينة درزدن التاريخية الأثرية .. واحتراق سكانها بالفسفور وأنواع القنابل التي أمطرت على الأبرياء .. حيث انتهت حياة مالا يقل عن 40 الف انسان في ليلة واحدة .. فقط لأن الطيارين الذين اقلعو من سفن "الحرية" كما سموها أرادوا ان يرعبوا الألمان .. وكان شاهدا على كلمة "آيزنهاور" لبعض قادة الحلفاء والتي سربت واشتهرت بعد ذلك
"سنقصفهم .. على الشعب الألماني أن يذوق بعضا مما عاناه العالم بسبب بلادهم"
استمر الحلفاء في التقدم وسحق النازيين .. وكان همنجواي مرة اخرى شاهدا على الانتقام من برلين .. حيث أمطرت المدينة بكل ما تم اختراعه من أسلحة مخلفين 800 الف مدني قتيل والذي استمر حتى اخر يوم من الحرب في المانيا .. رغم ان الحلفاء كانوا متأكدين من أن ما تبقى من قوات "الفرماخت" ستستسلم بدون حاجة لأي قصف وأنها اصلا قد اقتنعت بالهزيمة وأن مشاتهم سيبلغون عتبات "الرايخ ستاج" خلال أيام
أثناء ذلك كان عالم الفيزياء الشهير ألبرت آينشتاين يكتب رسالة بخط يده ويمررها الى روزفلت محذرا إياه من التقدم الذي وصل اليه الفيزيائي النازي "هاهن" في مجال السلاح النووي والذي كان سرق نصف بحثه من النمساوية "ليزا مايتنر" .. وحث اينشتاين الامريكيين على السعي للتقدم في المجال النووي !!
استمر همنجواي في ارسال التقارير الصحفية التي توضح سير المعارك وتقدم الجنود الامريكيين .. واستمر في كتابة مذكراته .. وكان شاهدا على استعباد الأسرى الألمان في حقول كاليفورنيا .. وكان شاهدا على كل فضائع الحلفاء في الحرب , وكان شاهدا كما كان العالم كله شاهدا على فناء 100 الف من البشر في ثوان قليلة بعد أن قامت بلاده بقصف اليابان بقنبلتين ذريتين استسلمت على اثرها اليابان خلال ساعات وانتهت الحرب العالمية الثانية على وقع هذه المجازر التي ارتكبها الحلقاء والتي لا تقل شيئا عن جرائم النازيين !
على كل حال حاكمت امريكا النازيين على معتقلات "اليهود" وغضت الطرف عن معتقلات صديقها "ستالين" كما انها لم تفكر في تذكر ما فعلته بالامريكيين من اصول يابانية في معسكراتها في "يوتاه"
وكان همنجواي شاهدا على كل ذلك .. ولكنه لم يتبرع بأي عمل أدبي لأولئك الضحايا الذين رآهم بأم عينيه !
انتهت الامور .. وحصل همنجواي على نوبل للأدب , وعاد وهو لا يعتقد انه أو بلاده أخطأو او اجرموا بما فيه الكفاية ليثير ذلك قلمه ! فـ"المنتصر يخرج صفر اليدين" كما عنون لأحد أعماله التي لم تتطرق مطلقا للحرب وفضائعها
واصل الكتابة عن صيادي الاسماك ومغامراته القديمة في الحرب الاهلية الاسبانية ضد قوات فرانكو .. وتجاهل ما فعله زملاؤه في الحرب العالمية الثانية !
هكذا قد تسقط الضمائر في الحروب .. حتى لأولئك الأدباء العظام الذين يناط بهم اصلاح البشرية
قد يخسر البعض انسانيته في لحظات هو أحوج إليها من أي وقت آخر !
أشارت تقارير مؤخرا ان همنجواي كان يتلقى راتبا من مخابرات بلاده !
في سنة 1944 ذهبت أمريكا بحدها وحديدها مع الحلفاء قاصدة شواطئ فرنسا لتنفيذ إنزال "نورماندي" التاريخي
حملت أمريكا قاذفاتها ومقاتلاتها الجوية على حاملات طائراتها , وسفنها وغواصاتها وجنودها .. ومعهم مخرجيها وكتابها وأدبائها لتزويد الاعلام الامريكي بما تريد قوله
من بين أولئك الذاهبين مع المقاتلين الامريكيين كان الأديب والصحفي الكبير "ارنست هيمنجواي" .. ترك الصحفي الأديب خلفه معسكرات الاعتقال التي أسستها بلاده وحشرت فيها كل من له أصول يابانية في صحراء يوتاه داخل سجن كبير بطريقة عنصرية فبيحة تحت مبرر واه اسمه "احتياطات امنية"
مجبرين على العمل بدون أجر حتى الموت في حياة بائسة داخل معتقل دون ذنب .. حياة لا تقل أبدا عما عاشه اليهود في معسكرات النازيين وماعاشه سكان البلطيق وأوكرانيا في معسكرات "الجولاج" السوفيتية ! .. والتي دأب الاعلام الامريكي وقتها على النواح والصراخ على مرتكبيها
لكن الأديب مع رفاقه المخرجين والصحفيين لم يتبرع للامريكيين ذوي الأصول اليابانية بأي كلمة تذكر في تقاريره وكتبه ورواياته , فيما قدم صورة جميلة لكفاح الجنود الامريكيين في الحرب من أجل "الانسانية" كلها !
دخل "هيمنغواي" فرنسا مع الداخلين , وخرج منها مع الخارجين من الضفة الأخرى متجها نحو ألمانيا .. كان هيمنجواي شاهدا على سحق سلاح الجو الامريكي لمدينة درزدن التاريخية الأثرية .. واحتراق سكانها بالفسفور وأنواع القنابل التي أمطرت على الأبرياء .. حيث انتهت حياة مالا يقل عن 40 الف انسان في ليلة واحدة .. فقط لأن الطيارين الذين اقلعو من سفن "الحرية" كما سموها أرادوا ان يرعبوا الألمان .. وكان شاهدا على كلمة "آيزنهاور" لبعض قادة الحلفاء والتي سربت واشتهرت بعد ذلك
"سنقصفهم .. على الشعب الألماني أن يذوق بعضا مما عاناه العالم بسبب بلادهم"
استمر الحلفاء في التقدم وسحق النازيين .. وكان همنجواي مرة اخرى شاهدا على الانتقام من برلين .. حيث أمطرت المدينة بكل ما تم اختراعه من أسلحة مخلفين 800 الف مدني قتيل والذي استمر حتى اخر يوم من الحرب في المانيا .. رغم ان الحلفاء كانوا متأكدين من أن ما تبقى من قوات "الفرماخت" ستستسلم بدون حاجة لأي قصف وأنها اصلا قد اقتنعت بالهزيمة وأن مشاتهم سيبلغون عتبات "الرايخ ستاج" خلال أيام
أثناء ذلك كان عالم الفيزياء الشهير ألبرت آينشتاين يكتب رسالة بخط يده ويمررها الى روزفلت محذرا إياه من التقدم الذي وصل اليه الفيزيائي النازي "هاهن" في مجال السلاح النووي والذي كان سرق نصف بحثه من النمساوية "ليزا مايتنر" .. وحث اينشتاين الامريكيين على السعي للتقدم في المجال النووي !!
استمر همنجواي في ارسال التقارير الصحفية التي توضح سير المعارك وتقدم الجنود الامريكيين .. واستمر في كتابة مذكراته .. وكان شاهدا على استعباد الأسرى الألمان في حقول كاليفورنيا .. وكان شاهدا على كل فضائع الحلفاء في الحرب , وكان شاهدا كما كان العالم كله شاهدا على فناء 100 الف من البشر في ثوان قليلة بعد أن قامت بلاده بقصف اليابان بقنبلتين ذريتين استسلمت على اثرها اليابان خلال ساعات وانتهت الحرب العالمية الثانية على وقع هذه المجازر التي ارتكبها الحلقاء والتي لا تقل شيئا عن جرائم النازيين !
على كل حال حاكمت امريكا النازيين على معتقلات "اليهود" وغضت الطرف عن معتقلات صديقها "ستالين" كما انها لم تفكر في تذكر ما فعلته بالامريكيين من اصول يابانية في معسكراتها في "يوتاه"
وكان همنجواي شاهدا على كل ذلك .. ولكنه لم يتبرع بأي عمل أدبي لأولئك الضحايا الذين رآهم بأم عينيه !
انتهت الامور .. وحصل همنجواي على نوبل للأدب , وعاد وهو لا يعتقد انه أو بلاده أخطأو او اجرموا بما فيه الكفاية ليثير ذلك قلمه ! فـ"المنتصر يخرج صفر اليدين" كما عنون لأحد أعماله التي لم تتطرق مطلقا للحرب وفضائعها
واصل الكتابة عن صيادي الاسماك ومغامراته القديمة في الحرب الاهلية الاسبانية ضد قوات فرانكو .. وتجاهل ما فعله زملاؤه في الحرب العالمية الثانية !
هكذا قد تسقط الضمائر في الحروب .. حتى لأولئك الأدباء العظام الذين يناط بهم اصلاح البشرية
قد يخسر البعض انسانيته في لحظات هو أحوج إليها من أي وقت آخر !
أشارت تقارير مؤخرا ان همنجواي كان يتلقى راتبا من مخابرات بلاده !